كتب الإعلامي فراس الشوفي: في غضون ساعات قليلة انقلبت القوات اللبنانية على كلّ شعاراتها ونفاقها

كتب الإعلامي فراس الشوفي:

في غضون ساعات قليلة انقلبت القوات اللبنانية على كلّ شعاراتها ونفاقها المستمر منذ العام 2005، تاريخ خروج سمير جعجع بعفو عام.

1. أثبتت القوات اللبنانية أنها مهما تملّقت قائد الجيش اللبناني لأسباب سياسية، إلا أنها تكنّ العداء الشديد للجيش من خلال التشكيك بروايته والتحريض عليه واتهامه سياسياً بالتآمر على طمس جريمة قتل المظلوم باسكال سليمان.

2. أثبتت القوات اللبنانية أن دعمها السابق للمعارضة السورية وتشجيعها النازحين على الانتقال إلى لبنان هدفه سياسي، وأن العنصرية تجاه الآخر، أي آخر، متجذرّة بالعقل القواتي/ الكتائبي. وهذا الأمر يعرَي القوات أمام رعاتها الجدد من الأحزاب الأوروبية التي كانت تنظر إليها كشريك محتمل وتستفيد منها القوات مالياً، وكذلك يحرج حلفاؤها الأميركيون ويؤكد شكوك حلفائها العرب بها.

3 .أثبتت القوات اللبنانية أن كل نفاقها حول بناء الدولة ليس إلا قناع تستر خلفه قناعة راسخة بالتقسيم والسيطرة بالعنف على المناطق ذات الغالبية المسيحية.

4. أكَدت القوات من خلال ممارساتها وخطابها الطائفي، أن كل التملّق لبعض الشخصيات السلفية والسياسية في طرابلس لم يكن إلا وسيلة من وسائل الاستغلال للصراع المذهبي في البلاد، وأن تفكيرها العنصري يعيدها بلحظة إلى خطاب “بني محمد”، وهي تساهم بذلك في إيقاظ عصبيات وقوى متطرفة أخرى ما يفتح البلد على المزيد من المخاطر ويضع الأجهزة الأمنية أمام تحديات صعبة.
إن الخطر كل الخطر في الفكر الطائفي المتطرف الذي تمارسه القوات ومن يماثلها من أصحاب فكر “ما بيشبهونا” في كل الطوائف، وخطر القوات الأكبر تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً هو على المسيحيين اللبنانيين قبل غيرهم.