شماليات

مؤسسة سعادة للثقافة ضمن “فعاليّات طرابلس عاصمة للثقافة العربيّة” الأحد المقبل تحيّة من طرابلس الى فلسطين…

الديار / جهاد نافع

في طرابلس التي تشهد تظاهرة ثقافية بالمعرض الخمسين للكتاب الذي اطلقته الرابطة الثقافية، وضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية، حطت مؤسسة سعاده للثقافة رحالها جناحا بين اجنحة المعرض، ويكاد الجناح الوحيد، هو وجناح مكتبة الامل والسلام للمتخصص في عالم الكتب بلال مجذوب، اللذين يحتويان على كتب متنوعة بحيث يندر ان تطلب كتابا لا تجده في جناح مكتبة الامل والسلام وباسعار تراعي الاوضاع الاقتصادية والمالية لرواد المعرض ومحبي القراءة والثقافة.
الشماليون على موعد الاحد المقبل ٢٨ نيسان الجاري، مع الامينة اليسار انطون سعادة لتوقع آخر اصدارات المؤسسة( مجموعة رسائل الزعيم سعادة)، على ان يلي التوقيع حفل غنائي وطني لكورال المؤسسة تحية الى غزة وفلسطين ولعل الاحد اليوم الختامي للمعرض يشكل علامة فارقة في المعرض الذي بدا شاحبا، لولا المشاركة الفاعلة للمتخصص في دنيا الكتب بلال مجذوب الذي جسد مشاركته بمساحة واسعة تبلغ ما يقارب نصف اجنحة المعرض او ما يزيد قليلا، الى جانب جناح مؤسسة سعاده للثقافة الذي احتوى على مؤلفات سعادة واصدارات حزبية وكتب منخصصة لمؤلفين قوميين في كافة مجالات الاختصاص من سياسة وفكر وتاريخ واجتماع وادب ..
اما بقية الاجنحة فهي عبارة عن منصات دعائية لجامعات خاصة، ومؤسسات ناشطة دينية ومدنية، الى جانب جناح مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية التي احتفلت بتوقيع كتاب( يوم طرابلس الثقافي).
تنوعت انشطة المعرض بين ندوات وتواقيع كتب وامسيات شعرية وادبية متخصصة ..
معرض الكتاب بحد ذاته، هو التظاهرة السنوية التي ينتظرها سنويا ابناء طرابلس والشمال، ولطالما شكل المعرض واحة تلاقي ثقافية لرواد الثقافة والفكر من كل انحاء لبنان وعلى مدى خمسين سنة بات علامة فارقة في تاريخ طرابلس الثقافي.
جولة في ارجاء المعرض، يخرج المرء بجملة ملاحظات يمكن تسجيلها، ربما للاستفادة منها في المعارض المقبلة.
اولا، باديء ذي بدء لا بد من تسجيل جهد رئيس الرابطة الثقافية الزميل الصحافي رامز الفري بحرصه على اقامة المعرض ضمن الامكانيات المحدودة المتوفرة لدى الرابطة في ظل الانهيار المالي والاقتصادي، والتكاليف المالية الفائقة التي تفوق قدرات الرابطة نتيجة لهذه الاوضاع المالية السائدة في البلاد، وفي غياب الداعم المالي الذي يفترض ان يبادر اليه من لديه القدرات المالية لانقاذ الرابطة الثقافية بمجملها اولا، والمعرض كي يبقى مستمرا دون انقطاع.
ثانيا، لم يحصل في المعارض السابقة ان تقتصر اوقات افتتاح المعرض على اربع ساعات فقط تبدأ الساعة الثالثة بعد الظهر، ويقفل ابوابه الساعة السابعة مساء.
فيما المتعارف عليه ان يمتد دوامه حتى التاسعة او العاشرة مساء.
ويرد الزميل رامز الفري الاسباب الى اوضاع المدينة ليلا خاصة في محيط الرابطة حين تبدو الشوارع مقفرة وخالية من الانارة.
ثالثا، عجز الرابطة المالي ادى الى تقليص عدد دور النشر والمكتبات المشاركة، ولولا مشاركة مكتبة الامل والسلام ومؤسسة سعاده للثقافة لخلا المعرض من الكتب.
ومشاركة مكتبة الامل والسلام انقذت المعرض الى درجة يمكن تسميته، هذا العام، وكسابقه العام الماضي، بمعرض بلال مجذوب عبر مكتبة الامل والسلام.
رابعا، انتقل المعرض العام ١٩٩٤ الى قاعات معرض رشيد كرامي الدولي، وبقي حتى العام ٢٠١٩ حيث أعيد الى مقر الرابطة، لاسباب مالية والنفقات الباهظة، فيما يمكن تقديم قاعات المعرض الدولي مجانا لدعم الظاهرة الثقافية المميزة في المدينة.
خامسا، ان الرابطة الثقافية منبر ثقافي، بات معلما من معالم طرابلس والشمال، ومقره قبلة المثقفين في الشمال، يفترض ان يتلقى دعما بارزا من متمولي طرابلس ومؤسساتها، ومن قياداتها على ان تبقى الرابطة منبرا للجميع دون استثناء او حسابات سياسية محلية.
سادسا، شكل افتتاح المعرض بلبلة بمحاولة ابعاد وزير الثقافة محمد مرتضى عن القاء كلمة نيابة عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وبقي اللغط قائما حتى ليلة الافتتاح لابعاد الوزير مرتضى والطلب الى وزير الداخلية مولوي تمثيل الرئيس ميقاتي، وحضر نواب وشخصيات سياسية من فريق سياسي ” سيادي” حفل الافتتاح الذين فوجئوا بالوزير مرتضى يلقي كلمة الرئيس ميقاتي، ما لم يكن بالحسبان نظرا لمواقف الوزير مرتضى القومية التي تصب في اطار محور المقاومة.

ملاحظة اخيرة هي ان مبنى الرابطة يحتاج الى اعادة تأهيل وانارة مع محيطه، كي يبقى منارة ثقافية في الشمال وكل لبنان وهو الصرح الذي استقبل على مدى خمسين عاما كبار مفكري ومثقفي وشعراء وادباء لبنان والعالم العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى