الصحف والجرائد ?️القطاع الاعلامي

ببنين العكارية تعانق القرى الجنوبية بشهادة أبنائها في معركة طوفان الأقصى نصرةً للقضية الفلسطينية

غنوة سكاف

ليس غريباً على المناطق العكارية أن يسقط منها شهداء في الجنوب اللبناني في المعركة المفتوحة مع العدو منذ انطلاقة ( طوفان الأقصى ) حيث لبى لبنان نداء الدفاع عن أهل غزة و كل الشعب الفلسطيني في معركة الإسناد من الجبهة الحنوبية عند الحدود مع فلسطين المحتلة، حيث يخوض مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان ( حزب الله ) و الى جانبهم رفاقهم في حركة أمل و الحزب السوري القومي الإجتماعي و قوات الفجر ( الجناح العسكري للجماعة الإسلامية ) أروع أنواع الملاحم البطولية في مواجهة جيش العدو الصهيوني.

عكار التي تناصر تاريخياً القضية الفلسطينية و التي لم تتخلى يوماً عن وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني، ها هي تقدم اليوم شابين من خيرة أبنائها شهداء في جنوب لبنان أثناء التصدي للإعتدائات الصهيونية، الشهيدين مصعب و بلال خلف، ليلتحقو بركب شهداء قوى المقاومة الذين سقطوا في جنوب لبنان منذ بداية ملحمة ٧ أوكتوبر.

ما إن تم الإعلان عن خبر استشهاد بلال و مصعب حتى بدأت بيانات التبريكات من العديد من القوى السياسية و الفعاليات الشمالية، إضافة الى التحضيرات اللوجستية من خلال صور الشهداء و اللافتات التي عمت مختلف المدن الشمالية و التي تؤكد أن دماء أبناء عكار عانقت دماء أبناء الجنوب و أبناء غزة، كما إطلاق الأناشيد الثورية تحضيراً للتشييع المهيب الذي شاركت فيه كل المناطق الشمالية من طرابلس مروراً بمدينة المنية حتى أقصى عكار، حيث بدا واضحاً تعطش أبناء هذه المناطق للمشاركة بأي عمل جهادي مقاوم في مواجهة العدو الصهيوني، إستكمالاً لمسيرة مقاومي الشمال الذين كانوا من أوائل المناصرين لخيار المقاومة و نصرة الشعب الفلسطيني كعميد الأسرى في السجون الإسرائلية ابن المنية المناضل يحيى سكاف الذي بات نصبه التذكاري عند مدخل مدينة المنية رمزاً للنضال و المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني، إضافة إلى ابن عكار الشهيد القومي علي غازي طالب، و ابن المنية الشهيد عامر عامرية, وعبدالحميد عقل.

أما أهالي الشهداء في بلدة ببنين الذين تلقوا الخبر بصبر و فخر كباقي عوائل الشهداء، فكان موقفهم منذ اللحظة الأولى لشهادة أبنائهم بأن هذه المسيرة و هذا الخط الذي سار به أبنائهم يتطلب تقديم التضحيات و في المقدمة الشهادة التي هي أرقى ما يمكن أن يقدم في سبيل القضية الفلسطينية و نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.

التشييع المهيب الذي إخترق الأوتستراد الدولي من المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس وصولاً الى البداوي و المنية حتى ساحة العبدة مدخل محافظة عكار ثم الى مسقط رأس الشهداء في ببنين، و الذي تم توقيفه في عدد من المحطات لإلقاء التحية على الشهداء مع نثر الأرز و الورد و اطلاق المفرقعات النارية كتحية فخر و اعتزاز بشهادتهم التي نالوها في جنوب لبنان عند الخطوط الأمامية بمواجهة العدو الصهيوني، يؤكد الإرتباط الوثيق بالدم المقاوم بين مناطق الشمال و المناطق الجنوبية التي تشيع يومياً الشهداء على طريق القدس.

بالإضافة إلى مشهد الوحدة الإسلامية الذي تجلى بأبهى حلته بانتظار وصول الجثامين داخل مسجد الحبيب المصطفى في وسط بلدة ببنين و الذي إحتشد داخله رجال الدين من السنة و الشيعة تأكيداً على وحدة الصف و الكلمة في هذه المعركة، حيث تقدم الحضور وفد من حزب الله ضم عضو المجلس السياسي الحاج محمد صالح و مسؤول قطاع الشمال الشيخ رضا أحمد و مسؤول منطقة عكار الشيخ علي إسماعيل و مسؤول العلاقات العامة في الشمال حسن المقداد، الذين وقفوا كتفاً على كتف الى جانب أهالي الشهداء و مفتي عكار الحالي الشيخ زيد زكريا، و المفتي السابق الشيخ أسامة الرفاعي، و أمين عام الجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش، و ممثل دار الفتوى، إلى العديد من القوى الإسلامية و الوطنية و ممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية.

مشاركة الآلاف من الشباب في تشييع الشهداء كان له دلالاته، بأن هذا الشباب لا زالت بوصلته الأساسية هي فلسطين التي ستبقى القضية المركزية للأمة مهما بلغت الضغوطات على شباب الأمة الذين أثبتوا عند كل محطة تتطلب فيها تقديم التضحيات يثبتون بأنهم قادرون على مواجهة الأخطار المحدقة بأوطاننا من خلال دمائهم التي روت أوطاننا في المعارك التي يخوضونها بمواجهة الإرهاب الصهيوني.

في ظل هذا المشهد الشمالي الذي يتكرر عند كل محطة يلبي فيها أبناء الشمال نداء فلسطين، و الذي من الواجب أن يستكمله و يبني عليه المؤمنون بالخط الوطني العروبي الذي يعبر عن أصالة هذا الشعب، من خلال العمل أكثر فأكثر على إبقاء الجيل الجديد ملتزماً بنهج و خيار المقاومة، من أجل إبعاد كل المشاريع المشبوهة التي يحاول العدو و أعوانه تنفيذها و التي تستهدف أمتنا و شعوبنا حتى تتخلى عن القضية الفلسطينية، لأن المعركة الحالية هي معركة وعي و فكر و هذه المعركة لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية التي يخوضها رجال المقاومة دفاعاً عن أوطاننا و مقدساتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى