متفرقات

جبهة العمل المقاوم تحيي يوم القدس العالمي باحتفال للدار القرآنية في برجا

بمناسبة يوم القدس العالمي أحيت الدار القرآنية للحفظ والتلاوة والعلوم الشرعية التابعة لجبهة العمل المقاوم هذا اليوم باحتفال في مركزها في بلدة برجا في إقليم الخروب احتفاءً بهذه المناسبة حضره حشد من الأهالي، حيث قام طلاب من الدار القرآنية بترتيل الآيات القرآنية وقدموا باقات من الشعر التي تحيي صمود غزة وأطفالها والأناشيد الجهادية لفلسطين وغزة ومقاومتها وللقدس الشريف في يومه العالمي. وقد قدم للحفل فضيلة الشيخ بلال دلال.

وختم الحفل بكلمة لمنسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد جاء فيها:

أتوجه بالشكر والتقدير لكل الأخوات والأخوة العاملين في الدار القرآنية للحفظ والتلاوة والعلوم الشرعية التابعة لجبهة العمل المقاوم وأشكرهم على سعيهم الدؤوب ومثابرتهم الدائمة في تدريس وتحفيظ القرآن الكريم لأبناء منطقتنا ورأينا ليلة إحياء ليلة القدر ثمرة هذا الزرع المبارك، فجزاهم الله جميعاً خير الجزاء.

ما بين إحيائنا ليلة القدر بالأمس واحتفالنا بيوم القدس العالمي اليوم ونضع شعاراً لنا المسجد الأقصى، نفتخر أننا عشنا حياتنا ونحن نحمل همَّ تحريره ونعيش حزناً عليه لسقوطه ببراثن العدو الصهيوني، وحين انشغل الجميع بالقيل والقال واشغال الناس بالاختلافات الفقهية التي هي من اختصاص العلماء وليس العامة وهل يجوز إخراج الفطرة مالاً أو طعاماً مع أن اختلاف الأئمة رحمة وليس نقمة كما يفعل هؤلاء، وحين اشتد الجدال عن كيفية الصلاة فهل نصليها مسبلين او متكتفين، وهكذا ضاعت الأمة بين من يتخذون المذاهب واختلاف الآراء الفقهية لتفريق الناس يبغي بذلك إرضاء نفسه وغروره ولتحصيل المكتسبات بدل أن نستفيد من هذا الاختلاف في التخفيف عن الأمة والمؤمنين بتعدد الآراء.
نحن الحمد لله رب العالمين لم نعمل إلا من أجل الله عز وجل، لم ننتظر جزاء ولا شكوراً من أحد وكيلت لنا الاتهامات الباطلة وغيرها من الافتراءات، وحين غاب الجميع عن فلسطين وتَلَهَّوْ بالفتن الداخلية والمذهبية بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وأصبحنا نسمع أقوالاً لم نكن نسمعها من قبل بيننا كمسلمين، فلا أحد كان يقول هذا سني وهذا شيعي، أو حتى هذا مسلم وهذا مسيحي بعد أن انتهت الحرب الأهلية باتفاق الطائف، أو هذا من المنطقة الفلانية وآخر من منطقة أخرى، كنا نحيا كلنا سوياً، وحتى هذه العنصرية البغيضة الجديدة بأن هذا سوري وهذا لبناني، فكنا نعيش جميعاً كالأهل، هذه العصبية التي هي عصبية جاهلية لا يوجد فيها شيء من الإسلام، لأن الإسلام علمنا أننا أمة واحدة فقال الله تعالى: (وإن هذه أمتكم أمة واحدةوأنا ربكم فاعبدون)، فباعوا بالعصبية والمذهبية والطائفية فلسطين والعروبة والإسلام، فكل ما حصل كان مؤامرة لأجل أن نبتعد عن فلسطين، ولنصل إلى هذه المرحلة ولنشاهد هذا الامتداد العربي والإسلامي يرى غزة تذبح وأطفالها تقطع وتمزق أشلاء ولا كأنه يحدث أي شيء او يعنيهم هذا الأمر؛ ولكن من يعنيهم الأمر لم ينسوا غزة، والبارحة كنا سوية نحيي ليلة القدر هنا وكان جل دعائنا لله تعالى عن غزة وفلسطين بأن ينصر الله المجاهدين فيها وأن يثبت أهلها. لذلك كان لا بد أن لا يمضي شهر رمضان بآخر جمعة منه التي فيه يوماً للقدس دون أن نحيي هذا اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني رحمه الله تعالى، نحن هنا كل عملنا لله عز وجل ونعلم في الدار القرآنية أبناءنا على حفظ وتلاوة القرآن الكريم، لكن حين نتعلم القرآن ولم نهتدِ به إلى الحق والصواب والطريق السليم نصبح كغيرنا من الذين لا يفقهون شيئاً، لأن القرآن والإسلام لم نعرف بهم الحق ونقف معه فما فائدة حفظنا له؟ وتصبح فرائضه رياضة خالية من هدف الإسلام الحقيقي.

الحق أن تعرف أهل الحق وتحزن على الأطفال المقطعة أشلاء في غزة وتعمل ليل نهار على نصرتهم ورفع الظلم عنهم. تخايلوا لو امتدت الحرب إلى هنا وكلنا عندنا أطفال ألن يصيبهم ما أصاب أطفال غزة لولا مقاومتنا الإسلامية هنا في لبنان القادرة والرادعة لهذا العدو عن التفكير بشن حرب على لبنان كما فعل في غزة. هذه المجازر والمذابح والمحارق في فلسطين وغزة تحديداً لم تحرك ساكناً في كل الغالبية العظمى من أنظمة العالم العربي والإسلامي. لكن طوفان الأقصى هذه السنة جعلنا أقرب للقدس ولتحرير فلسطين والمسجد الأقصى الشريف، ومع الإيمان والروحانية التي رأيتها منكم البارحة في ليلة القدر أتيقن بأننا على الطريق الصحيح. هل تعرفون لماذا تنتصر غزة اليوم؟ ليس فقط بشباب المقاومة من كل الفصائل الذين لهم الدور الأساس، غزة انتصرت أساساً بنسائها، فيا أخواتنا كما تربون أبناءكم على حفظ كتاب الله والعمل بسنة رسوله، فالأم هناك هي التي ربت هؤلاء الشباب المقاومين على كتاب الله وحفظه وعلى الجهاد في سبيل الله والبذل والتضحية. وحين نرى تلك الأم والأخت والزوجة والابن والأخ والزوج مقطع بين يديها وأطفالها أشلاء ممزقة فتقول صابرة محتسبة: يا رب خذ حتى ترضى. فهل هناك إيمان أكبر من هذا الإيمان؟ فهم لا ينتصرون بالمال او الجيوش ولكن بالإيمان الذي جبلوا عليه الذي نراه بالأطفال الذين يستشهد آباؤهم وإخوتهم ونراهم ينشدون لغزة وصمودها، وفي ذلك الفتى الصغير الجائع المهدد بالموت جوعاً الذي رفض أن يسد جوعه مقابل أن يقول تحيا إسرائيل ويمضي دون أن يلتفت للطعام وهو بأمس الحاجة إليه، لماذا؟ لأنه حفظ القرآن فعرف أن الله هو الرزاق وهو المعطي وهو الناصر، ونحن عندما نعرف الله حق المعرفة لا نتوه في متاهات المذهبية والطائفية ولا نضيع بالمسائل الفقهية التي يريدون أن يشغلوا فيها الأمة بعيداً عن فلسطين وتحريرها. فالحق لا يعرف بالكلام ولكن بأهله العاملون من أجل أمتهم، لذلك نحن مطمئنون ومتيقنون أن القائد محمد الضيف ويحي السنوار وأبو عبيدة وأبو حمزة وما يمثلون هم الحق لأنهم رجال يقفون ويجاهدون ويبذلون أنفسهم وأولادهم في سبيل الله وكرامة المسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى