القطاع الاعلاميشماليات

إفطار حزب الله في طرابلس: خطوة تفاعليّة مع الشمال… وترحيب لافت بالحزب

جهاد نافع

أن يكون العنوان (اعلاميون من أجل غزة)، فأمر يستحق الاهتمام في مدينة طرابلس الزاخرة بتاريخ قومي مقاوم، وفي الشمال عامة الزاخر بمقاومين واستشهاديين على طريق فلسطين وفي مقارعة العدو اليهودي اينما كان، من عميد الاسرى المقاومين ابن المنية يحيى سكاف الى علي غازي طالب ابن تكريت العكارية، الى نورما ابي حسان ابنة زغرتا، وصولا الى مقاومين من طرابلس والشمال استشهدوا في الجنوب في وحدة الساحات، نصرة لغزة الصامدة التي ترسم بدمائها خارطة طريق زوال الكيان اليهودي.

لانها غزة، وفي يوم القدس العالمي، كان لحزب الله خطوته الاولى نحو طرابلس لتفعيل التفاعل، الذي لم ينقطع مع اهلها، ولأن غزة المعيار والبوصلة، كان لا بد للمدينة أن تحتضن افطارا شارك فيه رجال سياسة وعلماء سنة الى جانب علماء شيعة، واعلاميون من مختلف الوسائل الاعلامية والصحافية، في مشهدية اثبتت ان طرابلس حاضنة لكل حركات المقاومة في حرب الوجود مع العدو الصهيوني، وان بعض الموتورين لم يستطيعوا سلخها عن تاريخها المقاوم.

 

طرابلس في تاريخها الحديث، هي التي احتفلت بالتحرير العام 2000، واستقبلت هدية حزب الله، دبابة صهيونية خلفها الغزاة الصهاينة، وطرابلس التي بقيت مستأنسة بمكاتب حزب الله فيها، قبل ان تعبث اصابع سوداء فيها وبعقول بعض فتيانها ببخ سموم مذهبية لم يعرفها اهل المدينة من قبل، حين كان الشيعي والسني والماروني والارثوذكسي يشكلون نسيجا طرابلسيا منسجما، ولاسباب خارجة عن سياق المدينة واهلها، يستأسد اولئك الغلاة يحرقون مكاتب الحزب ودارة مسؤوله الحاج محمد صالح في سابقة لم تحصل في تاريخ المدينة، ولعلها اليوم تصلح ما افسدته القوى الظلامية التي شحنت النفوس وبثت الغل في نفوس فتية طرية العود والعقل.

لعل طوفان الاقصى، وملحمة غزة ايقظ الوعي في مدينة تدين بالمقاومة نهجا لا تحيد عنه، وقد نفضت عنها غبار سنوات من محاولات تحويلها الى مدينة معادية لنهج المقاومة، ولمحور المقاومين.

مواكب السيارات غروب الجمعة، كانت تتجه نحو مطعم الشاطر حسن، من طرابلس وعكار، وزغرتا، والكورة، والبترون، والضنية والمنية، والقلمون، للمشاركة في افطار نظمه مكتب العلاقات العامة في حزب الله، والافطار ليس النشاط الاول له في كل الشمال، فتوجيهات الامين العام السيد حسن نصر الله كانت واضحة في تقديمات وخدمات الحزب المتنوعة لتحصين الداخل ومساعدة كل اللبنانيين وخاصة المناطق المحرومة في الشمال، وشملت المساعدات كل القطاعات من استشفاء وطبابة ومشاريع انمائية وهبات غذائية وعينية، خاصة اثناء ازمة المحروقات، لم يقف الحزب مكتوف الايدي، بل سارع الى مد اليد بمساهمات على مختلف المستويات، وكان سريع التلبية لنداءات المستغيثين من كل الشمال. ولا تزال مكاتب طرابلسية عائدة لجمعيات ومؤسسات او لشخصيات محلية في طرابلس، عامرة بصناديق الادوية المجانية، وصناديق المواد الغذائية هبات الحزب.

الافطار بوابة التفاعل مع طرابلس والشمال، حيث كان الحضور مميزا بنوعيته وتشكيلته وانفتاحه.

في البدء، حيا مسؤول العلاقات العامة في حزب الله في منطقة جبل لبنان والشمال حسن المقداد، طرابلس الوطنية والعروبية.

عرفت بالمتكلمين الدكتورة يسرى بيطار التي القت قصيدة من وحي المناسبة.

ثم القت امال خليل شهادة حية عن تجربتها الإعلامية منذ سبعة اشهر في الجنوب، لافتة الى “ان العدو تعمد استهداف الجسم الاعلامي ورغم ذلك لم يتمكن من اخافتهم، ولم يمنع الاعلاميين من البقاء في ارضنا، وشكرت اهالي الشمال الشركاء في صناعة النصر”.

وقالت الامينة عضو المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي كوكب معلوف، وهي رئيسة تحرير مجلة صباح الخير – البناء: “اننا نؤمن اننا اصحاب ارض، ولن نتخلى عنها من خلال تعزيز الوعي الى فعل القتال لاستعادة غزة وتحرير جنوب لبنان”، مضيفة “يقول الزعيم سعاده، ان الدولة اليهودية لم تنشأ بفعل المهارة اليهودية، بل بفضل التفكك الروحي الذي اجتاح الامة، وهذا ما يقوله ايضا الخميني: لولا الضعف والانقسام لما استطاع حفنة من اليهود المشتتين أن يجتمعوا ليتآمروا على الامة”.

والقى نائب نقيب المحررين غسان ريفي كلمة لفت فيها الى ان “الاحتلال اول ما يخشاه الصورة والصوت والكلمة لكي تبقى مجازره وانتهاكاته بعيدة عن دائرة الضوء، لذلك يسعى الى كسر الصورة واخفاء الصوت باستهداف اصحابها سواء في غزة او في الجنوب

وقال عضو المجلس المركزي لحزب الله الشيخ حسين زعيتر: “ان مسؤوليتنا في صناعة منظومات متفاعلة وتشكيل جيوش اعلامية من خلال الصورة والصوت ومواقع التواصل الاجتماعي والمحطات الإعلامية، وان نضع الاليات المناسبة والمحتوى اللائق الذي يصيب الحقيقة ويدفع نحو الحاق الهزيمة بالعدو، علينا فضح مؤامراته واهداف حروبه الساعية للسيطرة ونزع الارادة وتهجين المجتمعات وسوقها نحو اسقاطها من داخلها”، مضيفا “غزة اليوم غزة لن تسمح لنا ان نكون على الحياد، غزة تعطينا الفرصة للقيام بما يلزم من واجبنا ومسؤوليتنا للحفاظ على وحدتنا وقوتنا في ارضنا وكيف نتحمل وفق خياراتنا ومصالح شعبنا مسؤولية مواجهة عدونا من خلال تجميع كل عناصر القوة والمقاومة في كافة الميادين الاجتماعية منها والإعلامية والعسكرية وغيرها”، مضيفا “اليوم نحن معنيون بتوجيه الرأي العام بالاتجاه الصحيح وتقدم لغة الحوار والمنطق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى