خاص سكاف نيوزشماليات

المخيمات الفلسطينية في الشمال تجدد عهدها و وفائها لقوى المقاومة في المنطقة

غنوة سكاف

منذ انطلاقة معركة طوفان الأقصى أثبت الشعب الفلسطيني إنه شعب واعي و مدرك لحجم المعركة مع العدو و داعميه، و ما حصل في معركة طوفان الأقصى قد أكد المؤكد كيف لم يقف مع الشعب الفلسطيني منذ أول لحظة للمعركة إلا محور المقاومة المتمثل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية و بأهلنا اليمنيين و العراقيين و السوريين و المقاومة الإسلامية في لبنان التي قدمت حتى اليوم أكثر من ١٢٠ شهيد من مقاوميها الذين يسطرون يومياً أروع أنواع الملاحم من البطولة و الفداء على الحدود اللبنانية-الفلسطينية خلال مواجهاتهم مع جيش العدو، دفاعاً عن غزة هاشم و أهلها في وجه حرب الابادة الصهيونية التي يتعرضون لها.

كما أكد الشعب الفلسطيني في الشتات كما في الداخل من غزة الى الضفة الغربية تمسكه بخيار المقاومة أكثر من أي وقت مضى، حيث كان للمخيمات الفلسطينية في لبنان حصة الأسد من التحركات اليومية و المسيرات و الإعتصامات الحاشدة التي تقام نصرةً لأهل غزة و المقاومين، و تأكيداً على التمسك بحق العودة الذي لا تراجع عنه مهما طال الزمن.

و من مخيم البداوي الذي يقع شمالي طرابلس، و مخيم نهر البارد الواقع عند المدخل الشمالي لمحافظة عكار حيث أقيمت العديد من التحركات المناصرة لقوى المقاومة بكافة فصائلها، كانت نقطة الإرتكاز للتحركات الفلسطينية في مخيمات لبنان من حيث الحشود التي تواكب كل نشاط مساند لغزة و إستنكاراً للهمجية الصهيونية.

و خلال جولة في مخيم نهر البارد حيث التقينا بأحد كبار السن الذي قال لنا بأنه مهما طال الزمن سيبقى يروي للشباب و الأجيال الصاعدة عن أهمية التمسك بالقضية الفلسطينية، مؤكداً انه لم و لن يتخلى عن حق العودة إلى الأرض التي ولد فيها أهله و التي لهم فيها ذكريات قبل أن يؤتى بالمستوطنين الصهاينة من قبل أشرار العالم ليحتلوا البلدات الفلسطينية و يعتدوا على أصحاب الأرض الحقيقيين و ليحتلوا المنازل و الأراضي و المقدسات الإسلامية و المسيحية بتغطية دولية في أبشع جريمة موصوفة عرفتها البشرية حتى يومنا.

كما يؤكد كل من قابلناهم في مخيمي البداوي و نهر البارد أنه بالرغم من كل المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، إلا إننا أيضاً نرى العدو يتألم من خلال الصواريخ المباركة التي تدك كل شبر من الكيان الصهيوني، لأننا قبل تعاظم قوة و قدرات المقاومة كان أهلنا في الداخل يتعرضون يومياً للإعتدائات دون أي رادع في ظل صمت مطبق للأمم المتحدة و المجتمع الدولي عن تلك الإعتدائات.

بالإضافة الى ما حصل منذ أيام في مخيم البداوي أثناء المسيرة التي أقيمت بذكرى إنطلاقة حركة المقاومة الإسلامية-حماس، حيث لبت الجماهير بكافة أعمارها بشكلٍ لافت دعوة الحركة، حيث أقيم عرض عسكري رمزي نفذته كتائب القسام-الجناح العسكري للحركة، حيث ظهر لأول مرة في البداوي عشرات العناصر من القسام مدججين بأسلحة تحاكي الأسلحة التي يقاوم بها رجال القسام في غزة.

و كل من شارك بالمسيرة شعر بالمشهد المهيب الذي عاشه مخيم البداوي في تلك اللحظة من خلال الجماهير المتحمسة التي كانت تردد الشعارات المؤيدة للمقاومة و التي كانت تخرج من قلوب صادقة عاشقة للمقاومين، و معاهدين التمسك بخيار المقاومة لأنهم باتوا مرتبطين عاطفياً و عقائدياً بكل تفصيل متعلق برجال المقاومة.

كما رفع المشاركون في المسيرة رايات المقاومة الإسلامية في لبنان ( حزب الله ) إلى جانب أعلام حركة حماس على امتداد الطريق الرئيسية داخل مخيم البداوي، بمشهد يدفن كل المؤامرات التي أحيكت من قبل المطبعين مع العدو من أجل أن يتخلى الشعب الفلسطيني في الشتات عن أرضه و حقه في العودة و عن التمسك بالمقاومة و دعمه لفصائلها.

بالإضافة إلى المسيرة التي دعت اليها الفصائل الفلسطينية و اللجان الشعبية في مخيم نهر البارد، حيث كانت راية حزب الله و فلسطين يرفرفان بين الجماهير، و صور لقائد حركة انصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ليؤكد أبناء المخيمات الشمالية على وحدة المسار و المصير بين قوى المقاومة في فلسطين و لبنان و وحدة الدم المقاوم الذي يسيل من الشهداء الأبرار من غزة هاشم إلى اليمن و جنوب لبنان.

و بعد هذا المشهد بات من المؤكد أن كل المخططات التي أحيكت من قبل أعداء الأمة لسنين طويلة، و التي استهدفت أبناء المخيمات من أجل أن يتخلوا عن مبادئهم الوطنية و وقوفهم خلف قوى المقاومة، قد دفنت تحت التراب إلى غير رجعة، لأن الشعب الفلسطيني هو شعب صامد صابر و جبار، و وفي لكل الذين يقفون الى جانبه في معركته المفتوحة مع العدو الصهيوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى