الصحف والجرائد ?️القطاع الاعلاميخاص سكاف نيوز

مناورة المقاومة في الجنوب.. رسائل إطمئنان لجمهورها و الوطن.. و رسالة قوية للعدو

كتبت الاعلاميه غنوة سكاف

الاثنين22/5/2023

منذ اللحظة الأولى الذي أعلنت فيه العلاقات الإعلامية في حزب الله عن زيارة للإعلاميين إلى أحدى مواقع المقاومة الإسلامية بمناسبة عيد المقاومة و التحرير، و التي بتخللها ( مناورة رمزية ) يجريها فصيل من فصائل المقاومة الإسلامية في لبنان، و التي يليها غداء مع المقاومين و جولة جنوبية، حتى ضجت وسائل الإعلام المحلية و العربية و الدولية بالخبر الذي أصبح خبراً رئيسياً و عنواناً لتكهنات و تساؤلات عن كيفية و حقيقة الرسالة التي سيقوم بإرسالها حزب لله للعدو بشكل خاص و رئيسي و للداخل اللبناني من خلال ما سيحصل نهار الأحد في ٢١ أيار ٢٠٢٣ في الجنوب اللبناني.

و في ساعات صباح الأولى ليوم الأحد بدأ مئات الإعلاميين بالتوافد إلى الضاحية الجنوبية و عند النقطة المحددة للتجمع للإنطلاق إلى قلب الحدث، حيث كان العلاقات الإعلامية في حزب الله تنسق و تتابع كل التفاصيل و لا يهدأ أفرادها من تلقي الإتصالات من الاعلاميين الذين يريدون تغطية الحدث حتى فاق الحضور التحضيرات و تم استقدام آليات جديدة لنقل الإعلاميين، و كان لافتاً الحضور الإعلامي الأجنبي لتغطية الحدث.

و انطلقت قافلة الإعلاميين التي تقدمها مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف إلى الجنوب، و عند التوقيت الذي وضعته المقاومة وصل الوفد الإعلامي الكبير إلى ( موقع عرمتى ) الذي كان سابقاً محتلاً من قبل العدو، حيث تم تحريره من قبل المقاومة الإسلامية.

و تجمع الإعلاميين عند مدخل الموقع و عند النزول من الآليات سيراً إلى الموقع المحدد بدأت القلوب تخفق للمشاهد التي سيرونها، حيث كانت المقاومة حاضرة برفقة الإعلاميين منذ الصباح و تتابع كافة أمورهم اللوجستية و التنظيمية بشكل منتظم و مميز دون أي خطئ يذكر.

و عند البوابة المحددة للدخول كان ضباط المقاومة بالإنتظار لإعطاء التوجيهات و شرح ما سيحصل في الداخل، حيث بدأ الإعلاميين بالطلب للدخول فوراً شوقاً للحدث، حيث بدا للبعض و للوهلة الأولى لحظة الدخول و فتح البوابة أمام الحضور كلحظة إقتحام بوابة معتقل الخيام أثناء التحرير للقاء الأسرى داخل الزنازين، تلك المشاهد لن ينساها الإعلاميين طيلة حياتهم، حيث بدأ كل إعلامي يسارع أكثر من الآخر للوصول إلى ساحة الحدث لإلتقاط أول الصور للتحضيرات التي كانت منظمة بشكل رائع، و للآليات و راجمات الصواريخ التي وضعتها المقاومة لتشارك في تنفيذ المناورة، مع وجود عشرات الطائرات المسيرة التي ترصد كل شيئ كان حاضراً و التي شاركت أيضاً بالأعمال العسكرية.

أما الحائط الضخم الذي كان على أطراف الساحة و الذي كان يشبه الجدار الذي يقيمه العدو بين لبنان و فلسطين المحتلة كانت العيون كلها تشخص إليه لمعرفة ما سيحصل به و لماذا هو موجود حيث ظن البعض أنه من أساسيات الموقع و ليس موضوعاً ليكن له دور في المناورة.

أما مشهد السلاح النوعي الجديد الذي ظهر بالأمس بين أيدي عدد من المقاومين الذين كانوا يرتدون لباساً موحداً مختلف عن لباس المقاومين الذين شاركوا بالمناورة فكان له الدور الأبرز لحظة الدخول الى الساحة، حيث بدأ الجميع يأخذ لهم الصور و يتسائل عن السلاح المميز الذي بيدهم.

و عند تجمع الإعلاميين على أطراف المنصة الرئيسية المقابلة للعرض أعطى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين المحاط بضباط المقاومة الإذن ببدء المناورة مع رفع أعلام لبنان و فلسطين حزب الله في الساحة.

و بدأ المقاومون يستعرضون لمهاراتهم القتالية التي سارعت لرصدها عدسات كاميرات المصورين، و من ثم اطلاق الرصاص على الأهداف المحددة و التي وضعت المقاومة عليها أعلام العدو الصهيوني التي تساقطت الواحد تلوى الآخر بفضل قناصي المقاومة المحترفين، أما مشهد إقتحام رجال المقاومة لإحدى مواقع العدو فكان له نكهته الخاصة حيث عادت الذاكرة بالحضور إلى عمليات إقتحام المقاومة لمواقع و دشم العدو قبل تحرير جنوب لبنان.

و عند الوصول لمشهدية أسر الجنود الصهاينة حيث قام المقاومون بتفجير آليات و ضرب الصواريخ لأهداف في الجبال و دخول فرقة من المقاومين و سحب جنود للعدو من أرض المعركة كما حصل في عملية أسر الجنود في ١٢ تموز ٢٠٠٦ حيث أسرت المقاومة جنود للعدو لمبادلتهم بالأسرى في السجون الصهيونية، بدأت الجموع تصفق و تطلق الصرخات الخارجة من القلوب المؤيدة للمقاومين.

و في الختام كان مشهد تفجير الحائط الكبير الذي مزقه المقاومون بالألغام و تم إقتحامه بمئات العناصر المدججين بأسلحتهم، تأكيداً على مقولة سيد المقاومة ( السيد حسن نصر الله ) بأن يكون المقاومون حاضرون للحظة الطلب منهم أن يسيطروا على الجليل، فكان بالأمس مشهداً مصغراً عن ما سيحدث لاحقاً على الحدود اللبنانية الفلسطينية.

أما الرسالة التي أراد ايصالها حزب الله بالأمس فأوصلها بدقة لكن يعنيهم الأمر في الداخل و الخارج و خصوصاً من خلال جمهور المقاومة الذي لم يترك مساحة على معظم وسائل التواصل إلا و نشر عليها صوراً و مقاطع فيديو للمناورة العسكرية و للسلاح النوعي حيث كان هذا الجمهور مطمئناً بالإستناد على ما رأته عينيه من تجهيزات ضخمة للمقاومين الذين نفذوا مناورةً حيةً بدقة متناهية لم يشهد مثيلها لبنان.

أما العدو فكانت أعينه شاخصةً على كل ما ينشر من المناورة و الذي أخذت وسائله الإعلامية و محلليه العسكريين الوقت الكامل بالأمس لمتابعة ظهور السلاح النوعي الذي يحمله المقاومين حيث وصلت الرسالة للعدو بأن المقاومة حاضرة و جاهزة في كل وقت و زمان للدفاع عن لبنان و شعبه و سيلقى الرد المناسب اذا تجرأ على الإعتداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى