الصحف والجرائد ?️

ما قبلَ الصاروخ ليس ما بعدَه

بقلم الدكتور جمال شهاب

هل بدأت “أيام جهنم” على الكيان الصهيوني في لحظة إطباق الصاروخ السوري المزلزِل على أخطر منطقة “إسرائيلية” والذي قطع مئات الكيلومترات ووصل إلى محيط مفاعل ديمونا النووي “الاسرائيلي” في النقب جنوبي فلسطين المحتلة ؟!

لقد تحدّى هذا الصاروخ وعدة صواريخ أخري كل منظومة الدفاع “الإسرائيلية” وما يدعونه “القبّة الحديدية” المصنَّعة بأحدث التقنيات التكنولوجية العسكرية الأميركية، وأوصل الرسالة المرعِبة إلى مَن أصابته غطرسة القوة في هذا الكيان المصطنع المدعوم أميركياً ، والذي تبيّن أنه ليس صاروخاً طائشاً كما ادّعى الصهاينة ليُخفوا حقيقة هذه الصفعة القوية لكل الغطرسة المعادية ، حيث أصبحت المنطقة في مرحلة جديدة، فما قبلَ الصاروخ المطبِق على محيط ديمونا أهم وأخطر منطقة حساسة لأبعد الحدود في الكيان الغاصب لأرضنا ومقدساتنا ليس ما بعدَه ..

إن “صاروخ ديمونا” قرار استراتيجي كبير اتخذته سورية مدعومةً من محور المقاومة وحلفائها لوضع حدٍّ للعدوانية الإسرائيلية ، علماً أن مثل هذا الصاروخ قد صنّعه وعدّله أبطال البحث العلمي في سورية ومحور المقاومة ولا سيّما الشهداء منهم …

ويلِحُّ عليَّ في هذا السياق التاريخي المفصلي في الصراع بين محور المقاومة المتقدم وبين محور الشر الصهيوني الأميركي الإرهابي أن أعيدَ نشر المقال الذي كتبتُه بعد استشهاد العالِم والمخترع السوري الشهيد البطل الدكتور عزيز إسبر في آب عام 2018 وأرجو قراءته بتمعنٍّ ورويّة :

المخترع الدكتور عزيز إسبر يرتقي شهيداً يُضيئُ سماءَ سوريا وكُلِّ مِحورِ المقاومة

✍ بقلم د.جمال شهاب المحسن *

استُشهدَ الدكتور عزيز إسبر مديرُ مركز البحوث العلمية في مصياف إثرَ تفجيرٍ استهدف سيارته بريف حماه.
وممّا هُوَ مؤكد ضُلوعُ العدو الصهيوني في عملية الاغتيال عن طريقِ عملائه في الداخل، حيث أقدمَ على استهداف مركز البحوث العلمية في مصياف أكثر من مرة عبر غاراتِ طيرانه، وكان آخرُها في 22 تموز عام 2018 المنصرم.
والشهيد البطل يُعتبرُ صِلةَ وصلٍ بين خبراءِ سوريا وإيران وحزب الله وروسيا وكوريا الشمالية … فهُوَ أبرزُ العقولِ السورية في صناعةِ وتطويرِ الصواريخ .
وما يُسمَّى “الثورة السلمية والمسلحة” التي اتضَح بالملموس وسِرَّاً وعَلانيةً ارتباطُها الوثيقُ بالمخططِ االصهيوني ضد سوريا أُمِّ العروبةِ وقلبِ العالم قد قتلتْ الشهيد عيسى عبود والشهيد اللواء نبيل زغيب والكثيرَ من المخترعين السوريين واستهدفتْ مراكزَ البحوثِ العلمية في سياق بنك أهداف صهيوني بامتياز … فإسرائيلُ تخافُ العلماءَ والمخترعين في محور المقاومة وتخشى من قدرتهم على متابعة البحوث والإختراعات وتتخوَّفُ من إمكانيةِ توصُّلهم إلى نتائج علمية تضرُ بالمصالح العليا للكيان الصهيوني الذي يسعى مع رُعاتِهِ إلى إبقاءِ الفجوةِ العلمية والتقنية واسعةً بيننا وبين أخطار التقدم العلمي الإسرائيلي ، وذلك لمنعنا من تحقيق التميُّزِ العلمي والتقني والثقافي والحضاري ..
ولكن خَسِئوا فإنَّ المنارةَ السورية ستبقى أنوارُها مُشِعّةً بالإبداعِ والتألُّق في كلّ المجالات …
نَمْ قريرَ العين يا شهيدنا الكبير الدكتور عزيز إسبر فإنَّ مسيرتك العلمية السورية المقاومة مستمرة … ونحْنُ على ثقةٍ بأنَّ سيرتك العطِرة وسيرة حياة ودماء شهداء وجرحى الجيش العربي السوري والمقاومة والقوات الرديفة والحليفة ستبقى نبراساً حَيّاً يُضيئُ طريقَ المناضلين الحاملين لراية سوريا ومحور المقاومة والقيم الأخلاقية النبيلة على مرِّ السنين والدهور.. علماً أنه ومهما فعل الإرهاب الصهيوني والتكفيري لن يؤخّرَ في تحقيق النَّصرِ النهائي المؤزَّر وتحريرِ كل ذَرَّةِ ترابٍ سوريةٍ مقدسة. ..
وتبقى هناك مهمة ملحة أصبحت مطلباً شعبياً هي ضرورة القيام بحماية الكوادر العلمية ولا سيما المخترعين لأهمية تعزيز تقدم المسيرة الظافرة المنتصرة لقواتنا المسلحة في الميدان ولتفويت الفرصة على العدو الصهيوني وحلفائه وعملائه في الإقليم وفي العالم ..
ونَحْوَ النصرِ دائماً وأبداً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى