الصحف والجرائد ?️القطاع الاعلامي

ليحيى سكاف المقاوم ٤٥ عاماً في الأسر أنت الحر و هم الأسرى

تطل علينا الذكرى السنوية ال ٤٥ لعملية كمال عدوان البطولية، هذه العملية الفدائية النوعية في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي التي قادتها المناضلة الشهيدة دلال المغربي و المناضل اللبناني يحيى سكاف و رفاقهم ال ١١ فدائي من كافة الدول العربية، الذين سطروا أروع أنواع الملاحم من البطولة و الفداء على أرض فلسطين الحبيبة نهار ١١ آذار ١٩٧٨ في مواجهة الآلاف من قوات الإحتلال الصهيونية، الذين سقط منهم ٨٢ قتيلاً و جُرحَ أكثر من ٨٢ حسب اعتراف جيش العدو حينها، بينما تم إستشهاد معظم أفراد المجموعة و وقع ٣ من أفراد المجموعة أسرى في يد العدو هم: حسين أيوب، خالد أبو إصبع، يحيى سكاف.

يحيى محمد سكاف شاب لبناني إنضم إلى صفوف الحزب السوري القومي الإجتماعي منذ نعومة أظافره و تدرب على السلاح في معسكراته في منطقة الكورة في شمال لبنان، حيث تم إختياره للمشاركة بالعملية التي حملت إسم الشهيد كمال عدوان و التي كانت مهمتها الدخول إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة من أجل أسر جنود صهاينة لمبادلتهم بالأسرى في السجون الإسرائلية.

فإنطلقت المجموعة الفدائية من شاطئ مدينة صور في جنوب لبنان و أبحرت نحو الأرض الفلسطينية لتنفيذ العملية التي خطط لها قادة المقاومة الفلسطينية-فتح، بقيادة الشهيد أبو جهاد خليل الوزير، الذي أراد هز كيان العدو الغاصب بهذه العملية، فكان ما أراد حيث وصلت المجموعة إلى شاطئ مدينة حيفا المحتلة و سيطروا على باص عسكري صهيوني و بدأت المعركة مع جيش العدو حيث شارك الآلاف من عناصره في مواجهة المجموعة، إلا إنهم لم يتمكنوا من إيقافها عن تحقيق هدفها الا بعد وقوع خسائر كبيرة في صفوفهم.

و منذ ذلك التاريخ بدأ العدو بالتكتم عن مصير المناضل يحيى سكاف الذي كان تحدث بعد إصابته و هو في المشفى لوسائل الإعلام الصهيونية بعد العملية خلال مقابلات أجرتها الإذاعة الإسرائلية تحت عنوان ( لقاء مع المخربين )، و كما وثق عدد من الأسرى المحررين شهادات أكدوا خلالها عن لقائهم بيحيى في المعتقلات، إضافة إلى وثيقة من الصليب الأحمر الدولي في العام ٢٠٠٠ و التي حصلت عليها العائلة و التي تؤكد وجود الأسير يحيى سكاف داخل سجن عسقلان التابع للإستخبارات العسكرية الإسرائلية.

بعد ٤٥ عاماً على إعتقال يحيى سكاف في السجون المظلمة محروماً من أبسط حقوق الإنسان التي تكفلها و تقرها المواثيق الدولية، و في ظل عدم تحرك المنظمات الإنسانية الدولية و الصليب الأحمر الدولي من أجل كشف مصيره،، نسأل الأنظمة العربية التي طبعت مع العدو عن الأساس و المغذى لهذا التطبيع الذي شكل خيانةً لكل هذه التضحيات و للدماء التي سالت من قبل عشرات الآلاف من أبناء أمتنا الذين ضحوا و سقطوا شهداء و جرحى من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني المظلوم بمواجهة الإجرام و الوحشية الصهيونية بحق شعوب أمتنا و مقدراتنا و المقدسات الإسلامية و المسيحية التي يدنسها.

و نقول لهم أنتم الأسرى و يحيى الحر،، يحيى الحر لأنه مرتاح الضمير،، أما أنتم المنهزمون الذين لا قيمة لكم في هذا التاريخ الذي سينصف الأوفياء لفلسطين و قضيتها أمثال يحيى سكاف، أما أنتم الخائنون إلى مزبلة التاريخ.

و نسأل المطبعين عن موقفهم من قضية آلاف الأسرى في السجون الصهيونية الذين يتعرضون لأبشع أنواع العزل و التعذيب تحت مرأى المجتمع الدولي المنحاز إلى جانب العدو كما يغطي جرائمه، بينما نرى هذا المجتمع و الدول الداعمة لسياسته يجولون العالم من أجل تحرير جندي صهيوني محتل للأرض تم أسره من قبل المقاومين لمبادلته بأسرانا.

في هذه الذكرى لن نطالب المؤسسات الدولية و لا المجتمع الدولي إنصاف الأسير يحيى سكاف و مساندة قضيته و قضية الأسرى، لأنهم هم الداعمين للسياسة الصهيونية الإجرامية، بل سنؤكد على تمسكنا أكثر من أي وقت مضى بالمقاومة و خيارها الوحيد و الصحيح لمواجهة كافة الأخطار المحدقة بأمتنا و أوطاننا.

من شمال لبنان الذي سيبقى وفياً للأسير يحيى سكاف و لقضيته و للقضية الفلسطينية المحقة التي ستبقى القضية المركزية لكل الأحرار و الشرفاء في أنحاء العالم، نوجه التحية المملؤة بالفخر و الإعتزاز للمقاومة الفلسطينية الباسلة و لرجالها و للشهداء والجرحى، كما التحية للمقاومة اللبنانية الباسلة بقيادة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي قال إن الأمة التي تترك أسراها في السجون هي أمة بلا شرف و بلا كرامة.

الحرية للأسير يحيى سكاف و لكافة الأسرى ،، الحرية لفلسطين من البحر إلى النهر ،، و النصر للمقاومة.

رواد جمال سكاف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى