ندوة بذكرى ميلاد الأسير يحيى سكاف: و تأكيد على التمسك بخيار المقاومة لمواجهة العدو

نظمت جمعية الشتات الفلسطيني ندوة عبر الزوم بمناسبة ذكرى ميلاد عميد الأسرى في السجون الإسرائلية يحيى سكاف ال ٦٣، تحدث فيها شخصيات لبنانية و فلسطينية.
و قدم الندوة رئيس الجمعية خالد السعدي الذي أكد أن كل فلسطيني في الداخل و الخارج يثمن تضحيات عميد الأسرى العرب في السجون الصهيونية يحيى سكاف، و قال سنبقى نتابع قضية يحيى نحن و كل الأحرار مهما طال الزمن.

عائلة الأسير
بدايةً تحدث جمال شقيق الأسير الذي توجه بالشكر لكافة المتضامنين مع قضية شقيقه و إحيائهم لهذه المناسبة، و شرح سكاف للحضور عن مسيرة يحيى النضالية التي بدأها عند انخراطه في صفوف الحزب السوري القومي الإجتماعي، حيث تدرب على السلاح و انتقل إلى معسكرات الثورة الفلسطينية-حركة فتح في جنوب لبنان، للتحضير لمشاركته بالعملية البطولية النوعية التي خطط لها قيادات الثورة الفلسطينية و التي سميت بعملية كمال عدوان، حيث كان للعملية الشهيرة في ١١ آذار ١٩٧٨ أثر كبير في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي لما أوقعت من خسائر كبيرة و فادحة في صفوف جيش الإحتلال، و من هذا المنطلق عمد العدو على إخفاء مصير يحيى طيلة هذه السنين لمعاقبته على عمله البطولي الذي قام به داخل فلسطين المحتلة.
و دعا سكاف بالمناسبة لضرورة مساندة قضية الأسرى في سجون العدو الذين يتعرضون لأبشع أنواع العزل في ظل صمت المجتمع الدولي و منظمات حقوق الإنسان عن قضيتهم، مؤكداً أن تحرير الأسرى لن يتم إلا من خلال سواعد المقاومين الذين يسطرون يومياً أروع أنواع الملاحم من البطولة في مواجهة الإحتلال على كامل التراب الفلسطيني.
و حيا سكاف المقاومة اللبنانية و قائدها السيد حسن نصر الله، و كافة فصائل المقاومة الفلسطينية.

حزب الله
بدوره اعتبر معاون مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الشيخ عطالله حمود أن قضية يحيى سكاف تعني كل الشرفاء في أمتنا العربية و الإسلامية و من الواجب الوقوف الى جانبه و الى جانب رفاقه الآلاف من الأسرى الذين يواجهون السجان بصدورهم العارية.
و قال حمود إن أسم يحيى سكاف أصبح يشكل رعباً للصهاينة، لأنه عبر البحار للوصول الى داخل فلسطين ليقاومهم و يخوض معهم أشرس المعارك، و من هذا المنطلق رأينا كيف أن العدو منذ عشرات السنين يعمل على إبقاء يحيى سكاف لغزاً، لأنه منذ تاريخ العملية لم يعلن الإعلام الإسرائيلي أن يحيى كان من بين الشهداء و ليس من بين الأحياء الذين إعتقلهم، و أخذ يناور بالقضية و يقول أن يحيى سكاف موجود في مقابر الأرقام، و نحن مؤكد انه لنا الفخر بشهادته إن كان صحيحاً مستشهداً، و لكن كلام العدو كان كذب بكذب كما عودنا، كما إننا في المقاومة الإسلامية في لبنان نعتبر أن يحيى سكاف أسيراً وفقاً لشهادات عدد من الأسرى الذين كانوا معتقلين في سجون تابعة للجيش الإسرائيلي و شاهدوا يحيى و وثقوا شهاداتهم بالصوت و الصورة كما وجود وثيقة من الصليب الأحمر الدولي تؤكد وجوده في سجن عسقلان عام ٢٠٠٠.
و استنكر حمود صمت الصليب الأحمر الدولي و جمعيات حقوق الإنسان بحق قضية يحيى سكاف، و توجه من لبنان المقاوم بتحية الى مقاومي فلسطين في القدس و الضفة و غزة و جباليا و نابلس و على كل شبرٍ من أرض فلسطين الحبيبة.

فتح
و تحدث بالمناسبة عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال قشمر الذي اعتبر إن يحيى سكاف و قضيته في قلب و وجدان قيادة حركة فتح و السلطة الفلسطينية لأنه مناضل لبناني عاشق لفلسطين و من أجلها قدم كل شيئ، حيث أفنى حياته معتقلاً في سبيل الدفاع عن فلسطين و شعبها.
و قال قشمر نحن في حركة فتح نعتبر أن يحيى أسيراً لدى الإحتلال حتى يثبت لنا العكس، و العدو عودنا على الجرائم التي يقوم بها بحق الأسرى، كما إخفاء بعض الأسرى الذين قاموا بعمليات بطولية، و لا سيما العملية الضخمة في ١١ آذار ١٩٧٨ و التي هزت كيان العدو الغاصب.

الأحزاب
و أكد الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح أن تضحيات يحيى سكاف و رفاقه في العملية البطولية أثمرت انتصاراً تاريخياً على العدو لأنهم نفذوا عملية فدائية نوعية في الداخل المحتل رداً على اغتيال العدو لقيادات المقاومة الفلسطينية الثلاثة في بيروت ( كمال عدوان و كمال ناصر و أبو يوسف النجار ).
و اعتبر صالح أن إحياء هذه المناسبة الوطنية يذكرنا اليوم بوالدة الأسير يحيى سكاف رحمها الله التي كانت لا تترك مناسبة وطنية دون أن يكون لقضية يحيى مكانة خاصة فيها، إلا إنها رحلت مبكراً دون أن تراه محرراً من سجون الكيان الغاصب.
و دعا صالح بالمناسبة كافة الأحزاب الوطنية على الساحة العربية و الفصائل الفلسطينية و قوى المقاومة لضرورة الإهتمام بقضية يحيى سكاف حتى يتم تحريره من أيدي الصهاينة الذين يعاقبوه على عمله المقاوم.
و أكد أن عملية يحيى سكاف و رفاقه تثبت للجميع بأن طريق تحرير فلسطين لا يسلكها إلا المقاومون الشرفاء الذين ستتحرر فلسطين بفضل قبضاتهم.

الجبهة الشعبية
و من فلسطين كانت كلمة لعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتورة مريم أبو دقة التي وجهت تحية إجلال و إكبار من داخل الأراضي المحتلة إلى عائلة و أصدقاء المناضل يحيى سكاف، و أكدت بالمناسبة على وحدة الدم الفلسطيني-اللبناني المقاوم الذي روى في ١١ آذار ١٩٧٨ أرض فلسطين فأنبت إنتصاراً مجيداً في ذلك التاريخ على كيان مغتصب لأرض فلسطين من خلال الخسائر الفادحة في صفوف الإحتلال الذي يتألم حتى يومنا من تلك العملية، و كما يعلم الجميع أن أول دولة فلسطينية أنشئت في ذلك التاريخ العظيم.
و إعتبرت الدقة إن يحيى سكاف ليس فقط إبن لحركة و فتح أو الحزب السوري القومي الإجتماعي، بل تحول إلى إبن فلسطين كل فلسطين التي تفتخر بهكذا مناضل، و دعت إلى ضرورة إحياء هذه المناسبات الوطنية في الوطن العربي من أجل مواجهة مشروع التوطين الذي يحاولون تنفيذه في أوطاننا، و لكن بفضل هذه الأصوات العروبية الحقيقية من أمثال عائلة يحيى سكاف التي تتابع مسيرته سيتم دفن مشروع التوطين إلى أبد الآبدين.