متفرقات

الهبة الإيرانية| الامتعاض الأميركي في ذروته.. وفياض يُحرج هوكشتاين

يُواصل الأميركيون لعبة التسويف في ملف استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن، وبالموازاة عادوا إلى التهديد بفرض عقوبات على لبنان في حال قبول أي هبة من إيران أو عقد اتفاق معها حول الفيول لحاجات معامل الكهرباء، وذلك في سياق الحصار الأميركي المفروض على لبنان منذ عقود والذي فاقم أزماته حارمًا إياه من التقدم قيد أنملة على طريق حل الأزمات.

وقد بدا التدخل الأميركي السافر في الشؤون اللبنانية واضحًا في الاجتماعات التي عقدها الموفد الأميركي عاموس هوكشتين في بيروت أمس الأحد، حيث أكّدت مواقفه المؤكّدة أنّ بلاده تواصل تدخلها وفرض نفسها كصاحبة قرار في لبنان. اجتماع هوكشتاين بوزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض بحضور السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا كشف اللثام عن امتعاض أميركي واضح من الهبة الإيرانية التي أعلن عنها قبل أيام الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله.

وبحسب تفاصيل أدرجتها صحيفة “الأخبار”، لفت فياض إلى أنّه “مرّ وقت طويل على مبادرة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن، وما من حلول حتى اللحظة. وواضح أن الأمر مرتبط بما تقوله أميركا سواء بالنسبة إلى البنك الدولي أو قرار وزارة الخزانة”، مشيرًا إلى أن “لبنان لم يعد يتحمّل هذا الضغط، وهناك عروض لدعم لبنان، من بينها الهبة الإيرانية التي تساعد في زيادة ساعات التغذية”.

وأضاف فياض: “أنا كوزير موافق على الهبة ولا يمكنني رفضها تحت أي ذريعة”.

هوكشتاين سارع إلى مقاطعته قائلًا: “إن قرار قبول الهبة يصدر عن الحكومة وليس عن وزارة الطاقة”، فردّ فياض: “صحيح، لكن آليات قبول الهبة تسمح أحيانًا بقرارات خاصة. وأنتم تعلمون أن الجيش اللبناني، مثلاً، يقبل هبات مالية وعينية من دون العودة إلى مجلس الوزراء ومن دون موافقة مسبقة من الحكومة”.

شيا تدخلت بشكل فظ وردّت كعادتها بنوع من السخرية: “وهل أنت مثل الجيش اللبناني؟”، فأجاب فياض: “لا لست مثل الجيش، ولكن الأمر صار ضاغطًا، ولبنان أمام هبة نفطية إيرانية، وليس بمقدوري رفضها طالما أنها ستساعد على معالجة جانب من مشكلة الكهرباء. والشروط التي نراها باتت قاسية، وسمعنا وعودًا مكررة من دون نتيجة”.

ووجّه فياض سؤالًا مباشرًا إلى هوكشتاين: “هل ملف الغاز المصري والكهرباء الأردنية مرتبط فعليًا بملف ترسيم الحدود؟”، فردّ الموفد الأميركي بالنفي، مشيرًا إلى أن الأمر “مرتبط بالمفاوضات مع البنك الدولي، وقد تحدثت معهم وسأعود للحديث معهم، وآمل بأن نصل إلى نتيجة سريعًا”، مقرًا بأن البنك الدولي “يصعّب الأمر”.

وكرر هوكشتاين وعده بـ”العمل مع البنك الدولي لتسهيل المهمة لأن الموافقة على العقود تتطلب حصول موافقته”، لافتًا إلى أن “طلبات البنك الدولي في ما يتعلق بالتعرفة والهيئة الناظمة تستهدف فعليًا تقليل مخاطر القرض المطلوب… البنك الدولي ليس مصرفًا تجاريًا وكل مساهم فيه يعرف أن مخاطر عدم السداد قائمة بصورة دائمة، ونأمل بأن نقنعهم بتخفيف طلباتهم وتسهيل الأمر” وفق قوله.

وفي ما يتعلق بالهبة الإيرانية، قال هوكشتين: “لا نعتقد بأن إيران جادة في عرضها بتقديم هبة من الفيول. وعلى أية حال، أنصح بترك الأمر لرئيس الحكومة ليأخذ القرار المناسب” على حد زعمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى